برنامج رخصة
التدخل النفسي المبدئي
استكمالاً للدور الذي تقوم به المنظمات الإنسانية في إغاثة الملهوفين والتخفيف من معاناة المتضررين من النزاعات والكوارث، تعمل منظمة رحمة حول العالم على تنفيذ مشاريع نوعية تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية والصحية لدى المستضعفين، وفي هذا المسعى بدأت العمل بالتعاون مع مركز د محمد مصطفى للاستشارات النفسية على إيجاد حلول علمية وعملية تساهم في الحد من تدهور الحالة النفسية لدى اللاجئين والنازحين والمستضعفين عموماً، فأطلقت برنامج رخصة التدخل النفسي المبدئي “مسعف نفسي” لتأهيل كوادر قادرة على التعامل مع الحالات النفسية المختلفة وفق المناهج والبروتوكولات المعتمدة.
من أين جاءت الضرورة لاطلاق البرنامج؟
سنوات من القصف المستمر والهجمات على المدنيين والأطباء والعاملين في مجال الصحة ومنشآت الرعاية الصحية في سوريا، تركت سكانًا معرضين للخطر للغاية.
انعكاسات الحرب هذه كان لها تأثيراتها النفسية التي تركت صداها على السوريين، الذين أصبحوا يعانون نفسياً من آثار الحرب، ولا تتوفر لهم فرص العلاج والدعم النفسي.
حيث دمرت البنية التحتية للرعاية الصحية ويواجه الناس صعوبة في الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة والمتخصصة. ويحتاج عدد لا يحصى من السوريين ، سواء بقوا داخل سوريا أو لجأوا إلى تركيا أو الأردن أو لبنان ، إلى رعاية صحية نفسية بعد تعرضهم للتجارب الصادمة التي مروا بها على مدار سنوات الحرب الطويلة.
وحسب دراسة تركية حديثة أكثر من نصف اللاجئين السوريين يعانون اضطرابات نفسية، وزاد من صعوبة أحوالهم إغلاق عدد كبير من المنظمات التي تقدم الدعم والمساعدة لهؤلاء اللاجئين والبعض الآخر مهدد بالإغلاق، لذلك تتضاعف الحاجة لتدريب ودمج مزيد من السوريين بورشات عمل حول أهمية الصحة النفسية وخطوات المعالجة النفسية عبر جلسات الدعم النفسي الاجتماعي.
حسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن “المشاكل السريرية الأكثر انتشارًا والأكثر أهمية بين السوريين هي الاضطرابات العاطفية ، مثل: الاكتئاب واضطراب الحزن لفترات طويلة واضطراب ما بعد الصدمة وأنواع مختلفة من اضطرابات القلق.”
كما أن تقريرا لمنظمة اليونيسف في آذار 2021: أكد أن 90% من الأطفال في سوريا يحتاجون إلى الدعم، كما أن جائحة كورونا و العنف و الأزمة الاقتصادية تدفع العائلات إلى الهاوية.
تضاعفت أعداد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي في السنوات الأخيرة إثر تعرضهم للعنف والخوف الشديد والصدمات.
يعتبر الأطفال من الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وفي سوريا تعرض عشرات الآلاف من الأطفال لمخاطر الحرب و آثارها، وخلال الفترة الممتدة بين آذار/مارس 2011 و 2021، قتل في سوريا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 29 ألف و 618 طفل، في حين قتل بسبب التعذيب 181 طفلاً، ولا يزال هناك 4931 طفل مغيبين قسراً على أيدي أطراف النزاع. حتى أن أكثر المرضى الذين يزورون المستشفيات يعانون من الاكتئاب، حيث أن بعضها يستقبل يوميا من 20 إلى30 مريضا، يعانون اضطرابات عقلية ونفسية.
أما في اليمن تشير بعض الإحصائيات غير الرسمية أن هناك مالا يقل عن 1.5 مليون يمني يعانون من اضطرابات نفسية بحاجة إلى العلاج.
وكبقية الدول التي دمرها الاقتتال والصراع والحروب الأهلية، يعاني الكثير من السكان في ليبيا من اضطرابات نفسية أكثرها شيوعاً القلق، والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
على صعيد الكوادر النفسية، تواجه المخيمات السورية وعدد من المناطق التي تحتوي عددا كبيرا من اللاجئين السوريين كتركيا والأردن ولبنان، انخفاضا كبيرا بعدد المعالجين النفسيين، الذين يبحثون بالشخصية السابقة للمريض والعوامل التي أودت به إلى الأعراض النفسية التي يعاني منها، وربطها بالتجارب التي مرّبها، ومحاولة مساعدتها على تجاوزها واستمرار حياته بشكل طبيعي.
يزداد الطلب في السنوات الماضية على خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي وفقًا للتقييمات الميدانية التي أجرتها وكالات الأمم المتحدة (منظمة الصحة العالمية – اليونيسف – صندوق الأمم المتحدة للسكان – ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين) لأن عواقب الحرب والصراع تلقي بظلالها على الجيل الجديد. وهذا ما يؤكده التقرير السنوي لليونيسف لعام 2018 “لا لضياع الجيل”.
هناك عدد كبير من السوريين بحاجة للعلاج النفسي، وخاصة أولئك الذين يعانون من الصراع أو الصدمات المرتبطة بالعنف والقلق واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
من هنا تنبع أهمية وجود معالجين نفسيين وتدريب كوادر شابة على آليات التعامل مع الحالات الحرجة والمراجعين من المرضى وزيارة العيادات النفسية المتوفرة.
ماذا نقصد؟
ماهو برنامج
رخصة التدخل النفسي المبدئي؟
برنامج أكاديمي تعليمي تدريبي معتمد لإعداد كوادر قادرة على الإسعاف المبكر والتدخل النفسي المبدئي في حالات الصدمات النفسية، والتعامل العلمي المحترف مع بعض حالات الاضطرابات النفسية.
يهدف إلى تحسين الصحة النفسية وتعزيز المرونة لدى اللاجئين في جنوب تركيا. فمن خلال 130 ساعة تدريبية بالإضافة للتدريب العملي ، سيتمكن المتدرب من اكتساب المعرفة والمهارة اللازمة للقيام بمهمة الإسعاف النفسي ومساعدة المعالجين النفسيين عبر كادر متخصص وفق منهجية علمية احترافية، تستمر 6 أيام في الأسبوع بواقع 4-5 ساعات يومياً تتخللها بحوث علمية وجلسات تدريب نظري وعملي.
ما مميزات المشاركة بالبرنامج؟
أهم ما يميز برنامج رخصة التدخل النفسي المبدئي أنه سيوفر إمكانية توظيف 12 مسعف متدرب، وذلك ووفقاً لنتائج المتدربين عند نهاية التدريب وتقييم الكادر التعليمي، وبدء عملهم كمسعفين نفسيين ضمن مشاريع منظمة رحمة حول العالم وتقديم خدماتهم للاجئين من مختلف الفئات والتخفيف عنهم وعلاج حالاتهم المبكرة، وينقسم المسعفون بين معالجين بالجلسات ومعالجين بالأنشطة، ويكون ذلك تحت اشراف متخصصين نفسيين.
كما سيتم تقديم منح كلية وجزئية للمميزين في البرنامج لاستكمال دراستهم في مجال علم النفس ضمن البكالوريوس او الماستر او الدكتوراه في جامعات شريكة لمنظمة رحمة حول العالم.
من المستهدفين من البرنامج؟
المستهدف المباشر هم المتدربون الذي سيشاركون في البرنامج ليتم تأهيلهم كمسعفين نفسيين قادرين على التدخل المبدئي مع بعض أنواع الاضطرابات النفسية.
المستهدف غير المباشر هم المتسضعفين الذين بحاجة لتدخل نفسي يوقف تفاقم حالتهم او يعرفهم بواقعهم ويتم احالتهم الى المتخصصين في العلاج النفسي.
كيف أشارك في البرنامج؟
ضمن البرنامج الأكاديمي التدريبي الذي أطلقته منظمة رحمة حول العالم لإعداد كوادر قادرة على الإسعاف المبكر والتدخل النفسي المبدئي في حالات الصدمة النفسية، والتعامل العلمي المحترف مع بعض حالات الاضطرابات النفسية، يمكن للمتدرب الإنضمام والقبول بالبرنامج عند توفر الشروط التالية:
- أن يكون طالب جامعي أو خريج
- أن يكون العمر بين 22 و 50
- التعهد بحضور كامل البرنامج
- التعهد بتقديم 5 ساعات تطوعية اسبوعياً لعلاج حالات محددة.
النقاط الأساسية
محاور البرنامج
✅ تعريف ومقدمة عن علم النفس
✅ معنى النفس والشخصية وتحليل الشخصية
✅ الارشاد النفسي
✅ الصلابة النفسية
✅ العلاج السلوكي المعرفي
✅ الاضطرابات النفسية تعريف ووصف وتشخيص
✅ اضطراب ما بعد الصدمة للأطفال
✅ اضطراب ما بعد الصدمة للكبار
✅ اضطراب القلق المعمم
✅ اضطراب الاكتئاب
✅ اضطراب الوسواس القهري
✅ مشكلات المراهقين
✅ مشكلات زوجية
لكي تتحقق الغاية الأساسية من برنامج رخصة التدخل النفسي المبدئي و يتمكن المتدرب من نيل فرصة التوظيف في منظمة رحمة حول العالم، لابد للمتدرب أن يحقق الشروط التالية:
1. حضور كامل البرنامج التدريبي.
2. الحصول على 70% من العلامات النهائية موزعة كما يلي:
– 50% حضور البرنامج
– 40% الاختبار النهائي
– 5% بحث مطالب به المتدرب
– 5% دراسة حالة يومية
سيحصل المتدرب المشارك في البرنامج على شهادة مقدمة من مركز د محمد مصطفى للاستشارات النفسية تثبت اجتياز المتدرب للبرنامج بنجاح.
الدوام سيكون بصورة يومية باستثناء أيام العطل الرسمية، حيث يبدأ من 9:30 ص وحتى 3:30م.